عدد الرسائل : 35 العمر : 60 تاريخ التسجيل : 21/08/2008
موضوع: أزمــة قـــدوة الأربعاء سبتمبر 17, 2008 10:03 am
أزمة قدوة
الكاتب: محمد رفيق
كثيرا ما كنت أفكر في سبب ضعف امتثال المسلمين لأوامر الله ونواهيه في عصرنا الذي كثر فيه العلماء على اختلاف تخصصاتهم والمتعلمون على اختلاف توجهاتهم، بينما نجد المسلمين في عصور مضت كانوا أكثر إيمانا بالله منا وأكثر تشبثا بالكتاب والسنة رغم قلة العلماء ووسائل الاتصال والتعلم. ولم أتوصل إلى معرفة السبب إلا حين وضعت الثقة في أحد الكتاب الدعاة وابتعت منه جهازا في غيابه على أساس أنه جيد وبائعه ثقة لا يصدر عنه غش ولا كذب، لكن بعد ذلك اكتشفت أن الجهاز غير صالح شكلا ومضمونا. عدت بذاكرتي حينها إلى يوم التقيت أحدهم فقال لي: " أعرفك من خلال كتاباتك ولا أعرفك من خلال معاملاتك." فقلت مع نفسي:" هل الكتابة لا تعبر عن شخصية الكاتب ؟ وهل هناك من تكون كتاباته مخالفة لسلوكياته ؟. وتذكرت أحد خطباء الجمعة الذي قدمني إلى سيدة يوما قبيل صلاة جمعة بحوالي ساعة فقط على أني صهره وأستاذا جامعيا، وأنا لا علاقة لي به ولا بالجامعة. وتذكرت حين كنت طالبا في كلية الشريعة وكان بعض الأساتذة يتصرفون تصرفات لا يقبلها شرع ولا قانون: هذا يفرض مطبوعه فرضا لاجتياز الامتحان الشفوي، وهذا يحمل على سيارته طالبة أو أكثر إلى حيث لا يراهم إلا الله، وهذه تدرس مادة فقهية وهي شبه عارية. وتذكرت.. وتذكرت.. فقلت إنه غياب القدوة الصالحة في حضور الكلمة الصالحة. وهذه الأخيرة لا تنفع بدون التي قبلها. ونعلم جميعا دور القدوة الحسنة في إسلام كثير من الناس في عهد النبي صلى الله عليه وسلم وفي عهد الصحابة والتابعين، أما في عصرنا، فإننا نقتدي بالأجانب " الكفار " لأنهم أصدق منا، ولاحول ولا قوة إلا بالله.